الثلاثاء، 11 فبراير 2014

رســالة المعلم شعر عبد الغني أحمد حداد

من غرس كفك هذه الأزهــار

تزهو يرف عبيرها المعطــار
من فيض روحك ترتوي أجيالنا
ولها على درب العلا أسفــار
رويتها نبض الحيــاة فأينعت
تهفو لنور العلم فهو فخـــار
فاشمخ على كل الذرا متساميـا
فعطاؤك الأمجـــاد والأنوار
ما ضر صمتك فالعطـاء أجله
صمت فلا زهو و لا استكبـار
ولأنت جسر العابرين ودربهم
نحو الخلود يقودهم إصــرار
ما أنت إلا النبع فيض عطائـه
خير يفيــض وهـاطل مدرار
ولأنت للأجيال نور قد مضـوا
في هديه وعلى طريقك سـاروا
تمضي الحياة وأنت في أعماقهم
رمز العطاء ويزدهي التذكــار
يكفيك فخرا ما صنعت على المدى
تشقى وغيرك مترف مهـــذار
يعطي الكريم وأنت أكرم مــانح
هيهات ليس تثمن الأعمــــار
أفنيت عمرك ما شكوت أيشتكي
نبع عليـه تكــــاثر الزوار
تحيا وتحمل للوجود رسالـــة
قدسية يسمو بها الأطهــــار
أو ما أتى فينا النبي معلمـــا
تسمو بدعوة دينه الأفكــــار
هذي الحضارات التي نزهو بها
لولا المعلم هل لها إثمــــار
من علم الأجيال حب بلادهــا
فلها تضحي للعلا تختــــار
أو ما غرست بهـا مبادئ عزة
شعت وأنت على الطريق منـار
من تحت كفك كم تخرج ثائرا
للحق هب ليطرد الأشــرار
علمته حبـــا لأغلى موطن
يفدى بجرح دفقه مــــوار
فافخر بما غرست يداك فأثمرت
تلك الغراس عطائها زخــار
هيهات ينسى ما بذلت مضحيا
يبقى الوفاء تزفه الأشعـــار
وتظل في أجيالنــا لا تمحى
ذكرى العطاء يحفهـا الإكبار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;